تأثير العواطف

بندر كان ناوي يحضر مباراة لفريقه المفضل، ولكن بنفس يوم المباراة وصله بريد إلكتروني من مديره أن مستوى الأداء لديه منخفض هذا الشهر! وبعد قراءته للبريد الإلكتروني، قرر أنه لن يذهب للمباراة! .. لكن لماذا؟ 

يشير مصطلح (تأثير العواطف Affect Heuristic) إلى مدى تأثير العواطف على قرارات الأشخاص، سواء كانت تلك العواطف تفاؤلية أو تشاؤمية أو نابعة عن خوف أو مفاجأة أو نحوها. وغالباً ما يتم اتخاذ القرار فيها بسرعة وبدون تفكير. وهو غالباً ما يستخدم للحكم على الأشياء من منطلق المخاطر والمنافع المحتملة، بناء على الشعور الإيجابي أو السلبي تجاه الموضوع الذي يشعر به الشخص. 

على سبيل المثال، عندما يكون الشخص في حالة نفسية إيجابية ومتفائلة، فإنه غالباً ما يتخذ قرارات يعتقد أنها قليلة المخاطرة وعالية المنفعة، مثل تعلم مهارة جديدة أو ممارسة هواية جديدة أو حتى الخروج والاستمتاع بالمحيط. بينما الشخص الذي يكون في حالة نفسية سلبية، فإنه غالباً ما يتخذ قرارات عالية المخاطر وقليلة المنفعة، مثل إضاعة الوقت في مواقع التواصل الاجتماعي أو تناول وجبات غير صحية! فعندما يتعرض الأشخاص لمعلومات عن المخاطر مثلاً، فإن قراراتهم ستعتمد على طريقة تعرضهم للمعلومة. 

على سبيل المثال، عند عرض المعلومتين التاليتين بالطريقة الآتية: 

أثبتت الإحصائيات أن:

١- لكل ١٠٠ شخص مشابه لحالة طارق المرضية، فإن هناك ١٠ أشخاص يتوقع أن يقوموا بارتكاب أعمال عنف. 

٢- المرضى المشابهين لحالة طارق يتوقع أن ١٠٪ منهم سيقومون بارتكاب أعمال عنف. 


فعلى الرغم من تشابه المعلومتين أعلاه، إلا أن طريقة عرضها باستخدام الأرقام (رقم ١ أعلاه) ستكون أكثر وقعاً وتأثيراً على الأشخاص من طريقة العرض التي تستخدم النسبة المئوية (رقم ٢) أعلاه. ولهذا، فإن التقدير القائم على العواطف غالباً ما يكون أكثر وضوحاً في المواقف التي لا يملك فيها الأفراد الموارد الكافية أو الوقت للتفكير لاتخاذ القرار المناسب. 


مثال آخر: بعض الأشخاص يظن أن سلبيات استخدام الطاقة النووية أكثر من إيجابياتها، على الرغم من عدم قيام الشخص بحصر الإيجابيات والسلبيات ثم التقرير (فينوكين وآخرون، ٢٠٠٠).



Finucane, M. L., Alhakami, A., Slovic, P., & Johnson, S. M. (2000). The affect heuristic in judgments of risks and benefits. Journal of Behavioral Decision Making, 13, 1-17.