الإيثار

بتاريخ ١٢ شوال من عام ١٤٤٤ الموافق ٢ مايو ٢٠٢٣ أعلنت منصة إحسان عن وصول إجمالي التبرعات أكثر من ٤ مليار ريال! 


لكن لماذا يقوم بعض الأشخاص باقتطاع جزء من ماله الخاص وإعطائه لشخص آخر أو جهة ما وهو شخصيًا لن تتم مكافأته مقابل ذلك ولن يحصل مقابل ذلك المبلغ على أية خدمات أو سلع! 


تعتمد الاقتصاديات التقليدية المحدثة Neoclassical Economics في نظرياتها على مبدأ مشهور وهو "تعظيم المنفعة الذاتية"، والذي يعني أن الأفراد يقومون باتخاذ قرارات من شأنها تعظيم المنفعة الذاتية لهم بشكل دائم، ولكن.. هل هذا صحيح دائما؟ 


عندما يقوم الشخص بإعطاء شخص آخر مبلغ من المال أو يسدي له خدمة معينة بدون توقع أي مردود من ذلك فإن هذا النوع من التصرف يسمى بالإيثار. وهو تصرف محمود وإيجابي كما ورد في قوله تعالى: "وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ". 


ومن أمثلة الإيثار العمل التطوعي، والخيري، وتقديم يد العون للمحتاجين وغيرها. ويعتبر الإيثار أحد المبادئ في علم الاقتصاد السلوكي لفهم الطبيعة البشرية في طريقة اتخاذ القرارات. 

على سبيل المثال، تم إجراء العديد من الأبحاث التي تدل على اتخاذ قرار فيه نوع من الإيثار مثل ما تسمى بـ (لعبة أو مباراة الديكتاتور – Dictator Game) وهي باختصار يتم الطلب من أحد الأشخاص باتخاذ القرار حول مبلغ معين بحيث يأخذ الشخص ما يريد من هذا المبلغ ويترك الباقي لشخص آخر لا يعرفه. على الرغم من وجود عدد كبير من الأشخاص بأخذ كامل المبلغ إلّا أن هناك نسبة لا بأس بها يقومون بإبقاء مبلغ للشخص الآخر. ويستدل من هذا التصرف بعدة تفسيرات أشهرها الإثار. بالرغم من أن الإيثار يعني اقتطاع مبلغ أو جهد أو وقت من الشخص لصالح شخص آخر دون مقابل، فإن هناك مصطلحات في الاقتصاد السلوكي تعنى بأخذ الآخرين بالحسبان عن اتخاذ القرار (شاهد: الإنصاف، النفور من الظلم، والتفضيلات الاجتماعية).